الجفاف.. يدفع المغرب الى تمديد استيراد القمح حتى نهاية أبريل 2025
أعلن المكتب الوطني المهني للحبوب في المغرب أن الحكومة قررت تمديد الدعم المقدم لواردات قمح الطحين حتى نهاية أبريل 2025. هذا الإجراء يعكس استمرار البلاد في الاعتماد على واردات القمح، حيث تأثرت الإمدادات المحلية بشدة جراء موجات الجفاف الأخيرة.
في العامين الماضيين، لجأ المغرب إلى استيراد كميات كبيرة من القمح بسبب ضعف المحاصيل المحلية، مما جعله هدفًا رئيسيًا لصادرات القمح الأوروبية، خاصة من فرنسا، وأيضًا من روسيا.
وجاء في بيان المكتب، الذي نُشر على منصته الإلكترونية، أن تمديد نظام الدعم، الذي كان من المفترض أن ينتهي هذا الشهر، جاء بقرار مشترك بين وزارتي المالية والفلاحة. وأوضح البيان أنه سيتم الكشف عن التفاصيل الإضافية لاحقًا.
على مدى سنوات عديدة، كانت الحكومة المغربية توقف استيراد القمح مؤقتًا خلال فترات المحاصيل الوفير كإجراء لحماية الإنتاج المحلي. إلا أن هذا العام شهد استمرارية الاستيراد دون انقطاع نتيجة الظروف المناخية الصعبة. ومن شأن استمرار الدعم أن يضمن استقرار إمدادات القمح للمطاحن حتى بداية موسم الحصاد المقبل في المغرب.
لفترة طويلة، ظلت فرنسا المورّد الرئيسي للقمح إلى المغرب. لكن في السنوات الأخيرة، وخاصة مع تراجع الإنتاج الفرنسي وخطوات المغرب لتعزيز المنافسة من موردين أرخص في منطقة البحر الأسود، تمكنت روسيا من تعزيز حضورها كمنافس قوي في السوق المغربية.
في أكتوبر الماضي، أوضحت الفدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطانيات أن روسيا يتوقع أن تصبح المورد الأكبر لقمح الطحين إلى المغرب خلال الموسم 2024-2025، متفوقة بذلك على فرنسا. ويشير ذلك إلى تحول ملحوظ في خارطة الشركاء التجاريين للمغرب، مدفوعًا بمزيج من التحديات المناخية وتغير ديناميكيات الأسواق العالمية.
هذا القرار يعكس الجهود المستمرة للمغرب لضمان استقرار إمداداته الغذائية وسط ظروف دولية ومحلية متغيرة، مع إدارة التكلفة وتعزيز التنافسية.