سلالة بقر أنكولي واتوسي، تاريخه مواصفاته وخصائصه الانتاجية
تعد أنكولي واتوسي سلالة من الأبقار الافريقية. وتُعرف باسم مواشي الملوك. وتمتاز الأبقار بضخامه حجم القرون. ويتم تربية أبقار أنكولي واتوسي من قبل قبيلة تدعى قبيلة المنداري، والتي ما زال أفرادها يعيشون بالطرق البدائية، حيث تقطن قبيلة المنداري على ضفاف نهر النيل، شمال العاصمة جوبا، جنوب السودان حيث يصل ثمن الواحدة من بقرة أنكولي واتوسي حوالي 500 دولار .
أنكولي واتوسي سلالة من أبقار الماشية المحلية في وسط أفريقيا. يعتبر من أندر الحيوانات العاشبة . كما يتميز هذا الحيوان بقرونه السميكة الطويله بشكل غير معتاد حيث طول القرن الواحد قد يصل الى 103سم، ويزن الذكر مابين 450 الى730 كجم. بينما تزن الأنثى في المتوسط 476 كجم. وقد يكون لهذا الحيوان عددًا من الألوان المختلفة ، ولكنه عادة ما يكون لونه أحمر.
تاريخ هذه السلالة طويل جدا ومميز. حيث يمكن تتبع نسب هذه السلالة إلى 4000 عام قبل الميلاد كما ثبت هذا في رسومات الكهوف الصخرية الموجودة في جنوب الصحراء الكبرى وكما وجدت في رسومات المصريين القدماء بالأهرامات والمعابد المختلفة وكذلك وجدت رسومات لها على أهرامات ميروتيك . وتستفيد ابقار الأنكولي واتوسي من قرونها الكبيرة والحادة بإستخدامات عديدة فهي كما أنها توفر الحماية من الحيوانات المفترسة تستخدم كذلك كمبرد طبيعي لترطيب درجة حرارة جسم الحيوان في الجو شديد الحرارة.
تعيش هذه الأبقار في السافانا والأراضي العشبية المفتوحة ، نظامها الغذائي يتكون من العشب وأوراق الأشجار وهي قادرة على الاستفادة من المراعي الفقيرة بنوعية وكميات محدودة من الطعام والماء. وتمتلك قدرات تساعدها على البقاء على قيد الحياة في حال عدم توفر الأعشاب . وهذه السلالة من الأبقار يعتمد عليها حاليا العديد من القبائل إعتماد أساسي في رواندا وبوروندي وبعض الدول الأفريقية الأخرى لأنها سلالة إجتماعية جدا وسهلة التربية والترويض .
سلالة أنكولى ليست موجودة في أفريقيا فقط بل متواجدة ايضا فى أوروبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا، وأمريكا الشمالية. كما أن هناك سلالة تسمى سانغا التي تنتشر إلى السودان، وأوغندا، وكينيا، وأجزاء أخرى من شرق أفريقيا، ليصبح المخزون قاعدة لكثير من السلالات الأفريقية الأصلية.
العجول حديثي الولادة تزن فقط (14-23 كلغ) وتبقى صغيرة لعدة أشهر. هذا انخفاض الوزن عند الولادة يجعل الثيران أنكولي-واتوسي مفيدة لتربية العجل لأول بقرة من السلالات الأخرى.
وقد لعبت أنكولي-واتوسي دورا محوريا في حياة مختلف القبائل الأفريقية. حيث قدمت القطعان شكلاً من أشكال المقايضة والتجارة وعلامة على الثروة داخل القبيلة. توفر الحيوانات مصدرًا للغذاء عندما لا يكون هناك أي مصدر آخر متاحًا. ونادرا ما يتم ذبح الأبقار من أجل اللحوم، إلا في احتفالات مثل بلوغ البلوغ، وكثيرا ما يتم حلب الأبقار لصنع الزبادي مثل مشروب عالي البروتين. توفر هذه الابقار نفسها مكانة للرجل داخل القبيلة، حيث يتم قياس ثروته بعدد ونوعية الحيوانات التي يمتلكها .
تتمتع أبقار واتوسي والثيران بأرجل طويلة، مما يجعلها قادرة على الجري والقفز بخفة حركة هائلة. حيث تمتلك الأبقار ضرعًا صغيرًا ومشدودًا لن يكون هدفًا سهلاً للحيوانات المفترسة أو الشجيرات الشائكة، و تكون العجول متيقظة بشكل خاص وقادرة على الجري مع أمهاتها والقطيع خلال فترة زمنية قصيرة من الولادة. السلالة اجتماعية للغاية، وتفضل البقاء في مجموعة من أجل الرفقة والحماية.
قبيلة المنداري، التي ما زال أفرادها يعيشون بالطريقة ذاتها التي لطالما عرفوها، أي رعي الماشية على ضفاف نهر النيل، شمال العاصمة جوبا، هو أمر صعب جداً، إذ أن أسلوب حياة أفرادها يعتمد بالكامل على رعي قطعان ماشية "أنكولي واتوسي" الثمينة، والتي هي فصيلة أبقار تشتهر بقرونها الضخمة، وتُعرف باسم "مواشي الملوك".
ويؤكد مربي هذه الأبقار مدى أهميتها في حياة أفراد المنداري، لأنها "نادراً ما يتم تناول لحمها، وإنما يعتمد عليها كمصدر للطعام والتداوي وتقديم المهر لحظة الزواج، وحتى كصديق.
ويتميز أفراد قبيلة المنداري بطول قامتهم وقوة عضلاتهم المستمدة من نظامهم الغذائي المقتصر على الحليب واللبن. كما يستفيدون منها كمطهر من الأمراض، فضلاً عن استخدامه أيضاً كمستحضر عناية بالجمال، إذ يضعونه على الشعر ليعطيه لونه البرتقالي. كما يُحرق روث الأبقار ويُستخدم رماده بمثابة دواء يقي من أشعة الشمس الحادة.