طريقة زراعة المشمش والظروف التي ينمو فيها

يتسائل الكثير من المزارعين عن موسم زراعة فاكهة المشمش لرغبتهم في زراعتها والاستفادة منها وبيعها في الأسواق، حيث يعتبر المشمش من الفواكه الموسمية الجيدة، والتي تتميز باحتوائها على عناصر غذائية مفيدة مثل المغنسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والعديد من العناصر الهامة والمفيدة لصحة الإنسان، كما أنها تتميز بنكهة مذاقها الرائع الجميل، بالإضافة إلى استخدامها في صناعة بعض الحلويات والمربيات والعصائر الطازجة وبعض الأطباق، كل ذلك جعلها واحدة من أفضل الفواكه والتي تنال دائمًا طلب كبير من أغلب المستهلكين، وهي فاكهة مميزه تعرف بفاكهة البحر الأبيض المتوسط، لشهرة نموها ونضجها في المناطق ذات الطقس المعتدل، وخلال هذا المقال سنتعرف على الظروف الخاصة بتربة ومناخ زراعة بذور المشمش، وكذلك الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها عند زراعة المشمش.


طريقة زراعة المشمش والظروف التي ينمو فيها

البيئة الملائمة لزراعة فاكهة المشمش


بداية قبل أن نتطرق إلى طريقة زراعة المشمش، لابد لنا أن نتعرف على الظروف المناخية التي يجب توفرها من أجل انتاج ثمرة المشمش بطريقة صحيحة وذات جودة ممتازة، حيث يحتاج المشمش إلى تربة طينية صفراء خالية تماماً من الأملاح، بالإضافة إلى ضرورة انخفاض مستوى الارض في حدود متر و نصف أو مترين عن سطح الأرض. كما يفضل أن تكون مساحة الأرض واسعة، لترك مسافة بين كل شجرة وشجرة، حيث أن جذور أشجار المشمش قوية ومتينة. وللاشارة يفضل عدم زراعة المشمش في الأراضي شديدة التماسك التي تحتوي على حجارة، و ذلك لأن عند جفاف هذه الأراضي يتواجد بها نسبة عالية من البوتاسيوم، مما قد تكون سبب في أمراض النباتات و الجذور وفساد المحاصيل.



 المناخ المناسب لزراعة المشمش :


تعتبر أشجار المشمش اقل تحملا لإنخفاض درجات الحرارة شتاءا مما عليه الحال بالنسبة لأشجار الخوخ، كما أن تفتح ازهارها في وقت مبكر قد يزيد احتمالية تعرضها لللإنجمادات الربيعية المتأخرة والتي بدورها قد تسبب تلف الانتاج، لذا يفضل عدم زراعة المشمش في المناطق التي لا تنخفض فيها درجات الحرارة كثيرا في الشتاء ولا تتعرض للإنجمادات الربيعية المتأخرة، وفي هذا الخصوص وجد بأن البراعم الزهرية تكون أكثر حساسية للبرد من البراعم الخضرية، حيث تتلف البراعم الزهرية عندما تتفتح على درجة حرارة  (- 3 °م ) تحت الصفر المئوي، أما في مايخص درجات الحرارة الملائمة لنمو اشجار المشمش صيفا وتكوين البراعم الثمرية ونمو الثمار ونضجها بشكل جيد فتتراوح بين ( 20.6 – 23.9 °م ) ، خلال الفترة الممتدة من التزهير الكامل وحتى جني الثمار، وفي حالة ارتفاع درجات الحرارة أكثر من معدلاتها فأنها ستؤدي الى حدوث أضرار في نمو الأشجار والثمار معا.



وعلى الرغم من قدرة أشجار المشمش لمقاومة الجفاف بدرجة جيدة الا ان توفر الرطوبة الكافية في التربة يضمن النمو الجيد للأشجار عندما تتوفر في مناطق زراعتها حوالي 400 ملم / سنويا من الامطار المتساقطة والتي تكون موزعة بشكل جيد على مدار السنة ، أما اذا كانت كمية الامطار غزيرة خاصة خلال فترة التزهير فتكون مضرة لأنها تسبب عرقلة طيران الحشرات المفيدة في عملية التلقيح وكذلك لغسلها حبوب اللقاح، كما أن ارتفاع نسبة الرطوبة تساعد على انتشار الآفات والامراض ولاسيما مرض العفن البني والعفن الاخضر . 


ويلعب ضوء الشمس دور كبير في سير العمليات الفسلجية في ثمار المشمش، حيث وجد بان الثمار التي تتعرض لضوء الشمس تتلون بدرجة افضل من الثمار المظللة، كما انها تكون اسرع نضجا وذو نوعية جيدة، ويمكن تحقيق وصول اشعة الشمس بدرجة كافية لاغلب الثمار على الشجرة من خلال إجراء عملية تقليم وتربية الاشجار بإزالة الافرع المتشابكة والمتزاحمة والتي تظلل الثمار فتمنع وصول ضوء الشمس اللازم في عملية نضج الثمار و تلونها .


يفضل عدم زراعة أشجار المشمش في المناطق التي تتعرض لهبوب رياح قوية والتي تسبب تساقط الازهار والثمار العاقدة حديثا، إضافة الى انها تؤدي الى عدم التوازن المائي للأشجار المزروعة خاصة في حالة تكون الرياح شديدة وجافة ومقترنة بإرتفاع درجات الحرارة، كما أنها قد تعيق من طيران الحشرات المساهمة في عملية التلقيح وتقلل من نشاطها. ويختلف طول موسم النمو ( عدد الايام من التزهير الكامل وحتى نضج الثمار ) لأصناف المشمش إذ يتراوح بين 80 – 100 يوم .



التربة الملائمة لزراعة المشمش :


تنجح زراعة أشجار المشمش في نفس التربة التي تكون ملائمة لزراعة أشجار الخوخ والاجاص الياباني تقريبا ، والتي تمتاز بكونها تربة صفراء ثقيلة، أو الخفيفة الخصبة، الجيدة في الصرف المياه والتهوية، والخالية من الأملاح الضارة، كما يكون مستوى الماء فيها منخفضا لان ارتفاع الرطوبة في التربة يؤدي حتما الى الأصابة بمرض التصمغ، وايضا لا تنجح زراعة المشمش في الاراضي القلوية أو الطينية الثقيلة، كما لا تناسبها الأراضي الرملية الكلسية او الطينية الكلسية التي يكثر فيها الحصى والحجارة، وان الاشجار تكون حساسة لبعض املاح التربة ولاسيما كلوريد الصوديوم .



موسم زراعة المشمش :


أفضل وقت لزراعة المشمش هو بداية فصل الربيع أو نهاية فصل الشتاء بالنسبة للمناطق المناخية الباردة، أما في المناطق المناخية الدافئة حيث يفضل زراعته في أوقات منخفضة الرطوبة كما أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلي الإصابة بالفطريات خاصة البياض الدقيقي مما يؤثر علي جودة الثمار وكمية المحصول .



طريقة زراعة المشمش :


بداية عليك بوضع بذور المشمش في كيس مبلل، ثم ضعه داخل الثلاجة لمدة 60 يوم. قم بعد ذلك بوضع البذور في مكان رطب و دافئ و اتركها حتى تنبت الأوراق. بعد ذلك، ضع الشتال في تربة الأرض المخصصة لزراعة شجيرات المشمش، هذه الطريقة تساعدنا على سرعة عملية الإنبات مقارنة بوضع البذور مباشرة في التربة، حيث يتطلب خروج التنبيت من البذرة في التربة إلى وقت طويل جدًا إذا لجأنا للعوامل الجوية. كذلك عندما تنضج ثمار المشمش يكون عمرها قصير، لإصابتها بالأمراض بسبب قلّة توافر الظروف المناخية التي من المفترض أن تساعد على استمرار نموها وبقائها على الشجرة، مما يجعلنا نلجأ إلى تطعيم الثمار، من أجل سرعة نموها البطيء وعدم التعرض للإفساد.

المقال التالي المقال السابق